خرابيسشششششششششششششش
4 مشترك
صفحة 2 من اصل 1
خرابيسشششششششششششششش
ثمة دائما بريق يلمعُ عند الأفق ..
حين تصلُ إليهِ تغشاكَ العتمة ،
ذلك أنّه لم يكُن سوى انعكاس التماعة حماستك - المبالغ فيها - .. في الوصول .
.
قبل العتبة ..
الوصول فكرة لم تكن تطرأ علينا كثيراً . ليس لأنها غبية و ممعنة في السّخف - و هي كذلك على أيّة حال - ، بل لأننا سواء فكرنا أو لم نفعل ، كنا سنصل .
ذاكرتي التي لم يحصل لها أن أسعفتني يوماً بتذكّر شيئين اثنين مُحدّدين : الأسماء و العناوين - و من أجل ذلك ربّما عشتُ مشرّدة و بلا أصدقاء - أجدها تعينني على تقبّل كوني لا أتذكر بالضبط القائل بأنّ الطريق إلى البيت أجمل بكثيرٍ من الوصول إليه . لكنّها - نفس تلك الذّاكرة - لم تفلح لحدّ الساعة في منحي دافعاً واحداً يجعلني أتقبّل مقولته تلك ، لذلك يروقني أن أسألَه - بوقاحة الأحياء حين يخاطبون الأموات - : الآن و قد وصَلت ، هل نسيت إخبارنا يا ترى بأن الشيء الأجمل و الأهم بكثير من الطريق إلى البيت ، هُو أن يكون لديك بيت في الأصل ؟
-
على بُعد خطوة ..
في ذلك الكوخ قضيتُ عشر سنوات .. عشر سنواتٍ إلا قليلا .
دون أن أكتشف طيلة تلك المدة ، بأنني وحيدة ..
و بأن الأوجه في الصور المصلوبة على الجدران لا يعني أنها لا تزال سعيدة لمجرد أنها لا تزال تبتسم منذ أنْ حُنِّطَت !
و لا بأني كائن مهووس بالمثالية ، و أن هذه المثالية الرعناء ، قد أضاعت علي عمراً كاملاً كنت سأسعد بقضائه و أنا أستمتع بالأشياء الناقصة .
أو أنّي تعلمتُ أن أمشي ، لكنّ أحداً لم يتبّرع و يخبرني بأنّ هناك شيئاً آخر - غير المشي و الرّكض - يسمّونه " جلوس " ، .. نلجأ إليه حين نتعب . - الحقيقة أن أحداً لم يكُن مستعداً للاعتراف بحقيقة التّعب ، فهُم لم يجربّوه بعد ، و قد كان ذلك للحق سبباً وجيهاً و كافياً ليرتكبوا في حقّي كل حماقاتهم - .
دون أن أكتشف أيضاً بـ أنّ رائحة القرنفل ، و حمرة الخدّ بعد أوّل صفعة ، و شكل باب الشرفة المطلة على الشارع ، و لون السيارة الزرقاء التي تشحّ بها الشوارع ، و الصوت الآتي من خلف المحيطات ، و الأعين الوقحة التي لم تحترم رجفة طفلةٍ لم تزل في الرّابعة من حنينها ، .. و مذاق معجون الأسنان الذي كانت - نفس تلك الطفلة - تتسلى بأكله أحياناً . كلّها أشياء غيّرت عناوينها و هاجرت خلسةً دون أن تترك خلفها أثراً آخرَ .. غيرَ قلبي . لذا بدا من غير المجدي أن أُخرِج إليهم قلبي في كلّ مرة ليصدّقوا .. و لن يصدّقوا .
في ذلك الكوخ قضيتُ عشر سنوات .. عشر سنواتٍ إلا قليلا .
دون أن أكتشف طيلة تلك المدة ، بأنني وحيدة ..
و بأن الكوخ الذي أسكنه منذ عشر سنين ..
لا مكان له سوى خيالي الرديء .
.
جدارُ الخيال الذي كانت تعوّل عليه أعمارنا قد تهدّم ..
تسمّرت بعدها أعمارنا واقفة ، فأضحت هي نفسها الجدار ، تسند نفسها بنفسها .
الآن ..
هل تقدّرون حجم الجميل الذي لا تكفّ الأشياء التي تخذلنا عن إسدائه إلينا من حيث لا نحتسِب ؟
-
أثناء ذلك ..
الواقفون أذكياء ،
في هذا عالمٍ مدجج بالفخاخِ كهذا ، عليكَ أنْ تأتِي متأخِّراً كيْ تضمِنَ - على الأقلّ - وقوفك على مقربةٍ من الباب .
صادفت في حياتي أغبياء كُثر ، يزدحمون عند البّوابة ، يدوسون أقدام بعضهم ، و يتسلقون أكتاف الآخرين من أجل أن يضمنوا كرسياً وثيراً يجلسون عليه . و حين تُحجز كل المقاعد و يلاحظون استمرار توافد الرّكاب الذين " لن يجلسوا " ، يتغامزون في ما بينهم كمن نجح في بيعِ بضاعة فاسدة بضعف الثّمن . ثم حين يصلون إلى " محطّاتهم " يفاجَؤُون بكونهم لا يستطيعون الانسلال من بين هؤلاء " الواقفين " ، فتُقفل بوابة الحافلة ، و يبقون هم واقفين في الوقت و المكان الخطأ . ثم حين يترجّلون ، ينزلون بعيداً عن محطّاتهم .. و يقطعون أميالاً طويلة على أقدامهم " مشياً إلى الوراء " .. ، كي يصلوا إلى وجهاتهم .
لا يختلفون كثيراً عن بخيلٍ يدفع ثمن تذكرة الحافلة ، ثم بقي جالساً بمقعده إلى أن وصل إلى آخر محطّاتها ، متجاوزةً حيث " وجهته " . ظانّاً أنه بتلك الطريقة قد استفاد من الدّراهم التي صرفها إلى آخر فلس و لم يُستغفَل . دون أن يدري بأن لا مغفّل - حقيقةً - أكبر منه .
.
هم في النهاية - جميعاً - لديهم وجهة سيصلون إليها كما ترون .
لكنهم لا يفهمون بأن الجلوس لا يشكلّ أيّة رفاهية ،
و لا بمقدورهم استيعاب فكرة أن القدوم المتأخّر يعني تقليصاً في حجم الخسارة المرتقبة .
و سيبدو سخيفاً للغاية أن يبذلوا أنفسهم بكل هذا البذخ من أجل أشياء هي في غنى تامّ عنهم .
-
مهلاً ، هل لاحظتم ذلك ؟
إنّي لا أتكلم - مُجدداً - سوى عن تلك الأشياء التّي لا تخصّ أحداً .
من الجميل أنكم لم تلاحظوا .
-
عند العتبة ..
1 .
يتحدّثون عن الأشياء الواضحة ، الأشياء التي بات يتوجّب علينا - لشدّة وضوحها - تجنّبها .
الألم كذلك كان واضحاً ، و كان فوق ذلك يملك معالم واضحة تجعلك تشعر و كـأنّك - عند كل انتكاسة - تجربّه للمرة الأولى .
لذا كان من البديهيّ أن يطالبونا باجتنابه هو الآخر . كان علينا تكهّن حدوث شيء كهذا منذ البداية .
لم نقل شيئاً .. ، و لن نقول ،
لن نخبرهم بأنّ الوضوح لا يعني أبداً القرب ،
و بأنّ من غربل المياه ماتَ عطشان .
و بأنّ ..
النّجوم في السّماء ، الأفكار في رؤوسنا و نسخنا القديمة ، كلّها أشياء واضحة بسفور ..
لكنّ الذي استطاع أنْ يركل نجمةً من السّماء ، أو يشنق فكرة في رأسه .. أو يمزّق نسخته القديمة .
سيكون معجزةً .. في عُرف الألم .
-
2.
ونتألّم للأسباب الخاطئة لأننا منذ البداية كنّا الأشخاص الخطأ ،
تبدو طريقة غبيّة و باعثة على الازدراء تلك التّي نلجأ إليها لبناء استنتاجات لا تقلّ بؤساً عنّا ..
ننقم على العالم بأجمعِه لمُجرّد أنّ أقاربنا قد أوجعونا ، كسّرُونا و غالوا في تشويهنا .
و لا أدري من الذي جعل الأصلَ و البديهيّ أن يكونوا الكتف التي نستند عليها لا الرِّجل التي تركُلنا .
فبعضُ الزّجاج أصلُه رمل ..
و مع ذلك ، لا شيء يخدشه أكثرَ من الرّمل ذاتِه !
إنّهم كالجوّ الغائم ..
مُحمّلٌ بالمطَر ، و قد يرحل ليمطر على أرضٍ غير أرضِنا ، دون أن يمنحنا شيئاً غير الشّعور العميق بالكآبة و الغبن و القحط .
-
3.
عُمرها طويل ، وحدها تطول ، تُورَث من جيلٍ لآخر ، و يستميتُ الجميعُ في الوفاءِ لها .. : قصصُ الكراهيةِ و الانتقام .
الانتقامُ كالأشجار .. تنمُو في مكانٍ ، و تمتدُّ جذورُها عميقاً إلى أبعَد منه .
كالأشجارِ ، كلَّما شاخَتْ ، كلَّما باتت صعبَة الاقتلاع .
و المغفرة ، فأسٌ ..
إذا قدمت ، صدئت و تآكَلت ، و باتَ من العسير عليها جداً اقتلاعُ شجرةٍ بذاك البأسِ و اليباس
-
4.
كقطارٍ بخاريّ ، يفرحُون لمشاهدته ، يُسارعون لالتقاط صورٍ له ،
و قد يتحمّسون أكثر ، فيجعلون من رؤيته حدثاً استثنائياً يقصّونه بشيءٍ من الفخر على من يعرفون و من لا يعرفون . لكنهم فورَ أن يستقلّوا إحدى مقصوراتِه سيبدؤون في .. التذّمر .
كالأفعى ..
يدفعونَ أموالاً طائلة من أجل ابتياع شيء من جلدِها ، و من سُمِّها يتداوون ..
لكنهم جميعاً يقرّون بأنّ التعايش معها مستحيل الحدوث إلا و هي ميتة و مسلوخة الجلد .
كـ كلّ ذلك ، كنّا .
و كـ من يضع حليباً فاسداً فوق الموقد في انتظار أن يفور و قد عكس تاريخ الصلاحية القديم النتيجة البشِعة .. ،
ثم حين تنبعثُ منه رائحةٍ سيئّة ، و يبدو شكله مقززاً للغاية ، و الأهّم لا يفور ، يُصدم .
كانُوا ، هُم .
.
.
.
بعد الوصول ..
- من هم الحُكماء ؟
= أولئك الذين ملكُوا بيوتاً من الزّجاج و مع ذلك لم يتورّعوا عن رمي بيوت الآخرين بالطّوب .
لقد أدركوا في التّوقيت الصّحيح ، بأنّ من كان بيتُه من الزّجاج فسيُرمى بالطّوب سواء فعلَ الشيء نفسه ببيوتِ الآخرين أم لم يفعل .
- ما خطبُ الدّماء ؟
= مصابة بالدّوار ، حين تستعيدُ وعيها ، سنموتُ نحن .
- تأخّروا ، أليس كذلك ؟
= لا تُحاول لعب دور المُنبّه ، ستنَجحُ في إيقاظهم ، لكنهم في المقابل سينجحُون - و إن آجلاً - في إسكاتك ، و ربّما للأبد . دعهم نائمين ، ذلك أفضل .
- الوعود ؟
= لا تلحّ الطّرق ، لقد ظعنوا منذ قرنٍ أو يزيدْ ، ظلالهم التي ترَاها تراقص الأضواء من تحتِ البابِ ليسَتْ سوى خدعةً بصرية أتقنوها جيّداً و صدّقتها أنت . لا تلحّ الطّرق ، فمنذُ اليوم لن يفتحوا .
- البكاء ؟
= لقد كان الأصل . هل تذكر ؟ بذلوا جهداً لا يسعنا إنكاره من أجل دغدغتنا ، كانوا يغالون في تشويه ملامحهم في حركاتٍ تهريجيّة من أجل أن نضحك .
في حين ، بكينا دُون أن يعلّمنا أو يُساعدنا أحد في ذلك . هل تذكر ؟
- و ما الهدوء ؟
= أن تصرخ من خلف زجاج عازل ، تصرخ بكل قوتك ، فلا يرى العابرون سوى تعابير مُضحكة . فيضحكون . الهُدوء أن يضحكوا حين تصرخ أنت . أن تصرخَ فيضحكُون .
.
.
لهذه الأصواتِ سوطٌ ،
و لذاك المدى مديّة ..
من يا تُرى أهدى سنابل الحقيقة قفّازين و جورباً فـ زارتنا كذلك في .. الشتاء !
حين تصلُ إليهِ تغشاكَ العتمة ،
ذلك أنّه لم يكُن سوى انعكاس التماعة حماستك - المبالغ فيها - .. في الوصول .
.
قبل العتبة ..
الوصول فكرة لم تكن تطرأ علينا كثيراً . ليس لأنها غبية و ممعنة في السّخف - و هي كذلك على أيّة حال - ، بل لأننا سواء فكرنا أو لم نفعل ، كنا سنصل .
ذاكرتي التي لم يحصل لها أن أسعفتني يوماً بتذكّر شيئين اثنين مُحدّدين : الأسماء و العناوين - و من أجل ذلك ربّما عشتُ مشرّدة و بلا أصدقاء - أجدها تعينني على تقبّل كوني لا أتذكر بالضبط القائل بأنّ الطريق إلى البيت أجمل بكثيرٍ من الوصول إليه . لكنّها - نفس تلك الذّاكرة - لم تفلح لحدّ الساعة في منحي دافعاً واحداً يجعلني أتقبّل مقولته تلك ، لذلك يروقني أن أسألَه - بوقاحة الأحياء حين يخاطبون الأموات - : الآن و قد وصَلت ، هل نسيت إخبارنا يا ترى بأن الشيء الأجمل و الأهم بكثير من الطريق إلى البيت ، هُو أن يكون لديك بيت في الأصل ؟
-
على بُعد خطوة ..
في ذلك الكوخ قضيتُ عشر سنوات .. عشر سنواتٍ إلا قليلا .
دون أن أكتشف طيلة تلك المدة ، بأنني وحيدة ..
و بأن الأوجه في الصور المصلوبة على الجدران لا يعني أنها لا تزال سعيدة لمجرد أنها لا تزال تبتسم منذ أنْ حُنِّطَت !
و لا بأني كائن مهووس بالمثالية ، و أن هذه المثالية الرعناء ، قد أضاعت علي عمراً كاملاً كنت سأسعد بقضائه و أنا أستمتع بالأشياء الناقصة .
أو أنّي تعلمتُ أن أمشي ، لكنّ أحداً لم يتبّرع و يخبرني بأنّ هناك شيئاً آخر - غير المشي و الرّكض - يسمّونه " جلوس " ، .. نلجأ إليه حين نتعب . - الحقيقة أن أحداً لم يكُن مستعداً للاعتراف بحقيقة التّعب ، فهُم لم يجربّوه بعد ، و قد كان ذلك للحق سبباً وجيهاً و كافياً ليرتكبوا في حقّي كل حماقاتهم - .
دون أن أكتشف أيضاً بـ أنّ رائحة القرنفل ، و حمرة الخدّ بعد أوّل صفعة ، و شكل باب الشرفة المطلة على الشارع ، و لون السيارة الزرقاء التي تشحّ بها الشوارع ، و الصوت الآتي من خلف المحيطات ، و الأعين الوقحة التي لم تحترم رجفة طفلةٍ لم تزل في الرّابعة من حنينها ، .. و مذاق معجون الأسنان الذي كانت - نفس تلك الطفلة - تتسلى بأكله أحياناً . كلّها أشياء غيّرت عناوينها و هاجرت خلسةً دون أن تترك خلفها أثراً آخرَ .. غيرَ قلبي . لذا بدا من غير المجدي أن أُخرِج إليهم قلبي في كلّ مرة ليصدّقوا .. و لن يصدّقوا .
في ذلك الكوخ قضيتُ عشر سنوات .. عشر سنواتٍ إلا قليلا .
دون أن أكتشف طيلة تلك المدة ، بأنني وحيدة ..
و بأن الكوخ الذي أسكنه منذ عشر سنين ..
لا مكان له سوى خيالي الرديء .
.
جدارُ الخيال الذي كانت تعوّل عليه أعمارنا قد تهدّم ..
تسمّرت بعدها أعمارنا واقفة ، فأضحت هي نفسها الجدار ، تسند نفسها بنفسها .
الآن ..
هل تقدّرون حجم الجميل الذي لا تكفّ الأشياء التي تخذلنا عن إسدائه إلينا من حيث لا نحتسِب ؟
-
أثناء ذلك ..
الواقفون أذكياء ،
في هذا عالمٍ مدجج بالفخاخِ كهذا ، عليكَ أنْ تأتِي متأخِّراً كيْ تضمِنَ - على الأقلّ - وقوفك على مقربةٍ من الباب .
صادفت في حياتي أغبياء كُثر ، يزدحمون عند البّوابة ، يدوسون أقدام بعضهم ، و يتسلقون أكتاف الآخرين من أجل أن يضمنوا كرسياً وثيراً يجلسون عليه . و حين تُحجز كل المقاعد و يلاحظون استمرار توافد الرّكاب الذين " لن يجلسوا " ، يتغامزون في ما بينهم كمن نجح في بيعِ بضاعة فاسدة بضعف الثّمن . ثم حين يصلون إلى " محطّاتهم " يفاجَؤُون بكونهم لا يستطيعون الانسلال من بين هؤلاء " الواقفين " ، فتُقفل بوابة الحافلة ، و يبقون هم واقفين في الوقت و المكان الخطأ . ثم حين يترجّلون ، ينزلون بعيداً عن محطّاتهم .. و يقطعون أميالاً طويلة على أقدامهم " مشياً إلى الوراء " .. ، كي يصلوا إلى وجهاتهم .
لا يختلفون كثيراً عن بخيلٍ يدفع ثمن تذكرة الحافلة ، ثم بقي جالساً بمقعده إلى أن وصل إلى آخر محطّاتها ، متجاوزةً حيث " وجهته " . ظانّاً أنه بتلك الطريقة قد استفاد من الدّراهم التي صرفها إلى آخر فلس و لم يُستغفَل . دون أن يدري بأن لا مغفّل - حقيقةً - أكبر منه .
.
هم في النهاية - جميعاً - لديهم وجهة سيصلون إليها كما ترون .
لكنهم لا يفهمون بأن الجلوس لا يشكلّ أيّة رفاهية ،
و لا بمقدورهم استيعاب فكرة أن القدوم المتأخّر يعني تقليصاً في حجم الخسارة المرتقبة .
و سيبدو سخيفاً للغاية أن يبذلوا أنفسهم بكل هذا البذخ من أجل أشياء هي في غنى تامّ عنهم .
-
مهلاً ، هل لاحظتم ذلك ؟
إنّي لا أتكلم - مُجدداً - سوى عن تلك الأشياء التّي لا تخصّ أحداً .
من الجميل أنكم لم تلاحظوا .
-
عند العتبة ..
1 .
يتحدّثون عن الأشياء الواضحة ، الأشياء التي بات يتوجّب علينا - لشدّة وضوحها - تجنّبها .
الألم كذلك كان واضحاً ، و كان فوق ذلك يملك معالم واضحة تجعلك تشعر و كـأنّك - عند كل انتكاسة - تجربّه للمرة الأولى .
لذا كان من البديهيّ أن يطالبونا باجتنابه هو الآخر . كان علينا تكهّن حدوث شيء كهذا منذ البداية .
لم نقل شيئاً .. ، و لن نقول ،
لن نخبرهم بأنّ الوضوح لا يعني أبداً القرب ،
و بأنّ من غربل المياه ماتَ عطشان .
و بأنّ ..
النّجوم في السّماء ، الأفكار في رؤوسنا و نسخنا القديمة ، كلّها أشياء واضحة بسفور ..
لكنّ الذي استطاع أنْ يركل نجمةً من السّماء ، أو يشنق فكرة في رأسه .. أو يمزّق نسخته القديمة .
سيكون معجزةً .. في عُرف الألم .
-
2.
ونتألّم للأسباب الخاطئة لأننا منذ البداية كنّا الأشخاص الخطأ ،
تبدو طريقة غبيّة و باعثة على الازدراء تلك التّي نلجأ إليها لبناء استنتاجات لا تقلّ بؤساً عنّا ..
ننقم على العالم بأجمعِه لمُجرّد أنّ أقاربنا قد أوجعونا ، كسّرُونا و غالوا في تشويهنا .
و لا أدري من الذي جعل الأصلَ و البديهيّ أن يكونوا الكتف التي نستند عليها لا الرِّجل التي تركُلنا .
فبعضُ الزّجاج أصلُه رمل ..
و مع ذلك ، لا شيء يخدشه أكثرَ من الرّمل ذاتِه !
إنّهم كالجوّ الغائم ..
مُحمّلٌ بالمطَر ، و قد يرحل ليمطر على أرضٍ غير أرضِنا ، دون أن يمنحنا شيئاً غير الشّعور العميق بالكآبة و الغبن و القحط .
-
3.
عُمرها طويل ، وحدها تطول ، تُورَث من جيلٍ لآخر ، و يستميتُ الجميعُ في الوفاءِ لها .. : قصصُ الكراهيةِ و الانتقام .
الانتقامُ كالأشجار .. تنمُو في مكانٍ ، و تمتدُّ جذورُها عميقاً إلى أبعَد منه .
كالأشجارِ ، كلَّما شاخَتْ ، كلَّما باتت صعبَة الاقتلاع .
و المغفرة ، فأسٌ ..
إذا قدمت ، صدئت و تآكَلت ، و باتَ من العسير عليها جداً اقتلاعُ شجرةٍ بذاك البأسِ و اليباس
-
4.
كقطارٍ بخاريّ ، يفرحُون لمشاهدته ، يُسارعون لالتقاط صورٍ له ،
و قد يتحمّسون أكثر ، فيجعلون من رؤيته حدثاً استثنائياً يقصّونه بشيءٍ من الفخر على من يعرفون و من لا يعرفون . لكنهم فورَ أن يستقلّوا إحدى مقصوراتِه سيبدؤون في .. التذّمر .
كالأفعى ..
يدفعونَ أموالاً طائلة من أجل ابتياع شيء من جلدِها ، و من سُمِّها يتداوون ..
لكنهم جميعاً يقرّون بأنّ التعايش معها مستحيل الحدوث إلا و هي ميتة و مسلوخة الجلد .
كـ كلّ ذلك ، كنّا .
و كـ من يضع حليباً فاسداً فوق الموقد في انتظار أن يفور و قد عكس تاريخ الصلاحية القديم النتيجة البشِعة .. ،
ثم حين تنبعثُ منه رائحةٍ سيئّة ، و يبدو شكله مقززاً للغاية ، و الأهّم لا يفور ، يُصدم .
كانُوا ، هُم .
.
.
.
بعد الوصول ..
- من هم الحُكماء ؟
= أولئك الذين ملكُوا بيوتاً من الزّجاج و مع ذلك لم يتورّعوا عن رمي بيوت الآخرين بالطّوب .
لقد أدركوا في التّوقيت الصّحيح ، بأنّ من كان بيتُه من الزّجاج فسيُرمى بالطّوب سواء فعلَ الشيء نفسه ببيوتِ الآخرين أم لم يفعل .
- ما خطبُ الدّماء ؟
= مصابة بالدّوار ، حين تستعيدُ وعيها ، سنموتُ نحن .
- تأخّروا ، أليس كذلك ؟
= لا تُحاول لعب دور المُنبّه ، ستنَجحُ في إيقاظهم ، لكنهم في المقابل سينجحُون - و إن آجلاً - في إسكاتك ، و ربّما للأبد . دعهم نائمين ، ذلك أفضل .
- الوعود ؟
= لا تلحّ الطّرق ، لقد ظعنوا منذ قرنٍ أو يزيدْ ، ظلالهم التي ترَاها تراقص الأضواء من تحتِ البابِ ليسَتْ سوى خدعةً بصرية أتقنوها جيّداً و صدّقتها أنت . لا تلحّ الطّرق ، فمنذُ اليوم لن يفتحوا .
- البكاء ؟
= لقد كان الأصل . هل تذكر ؟ بذلوا جهداً لا يسعنا إنكاره من أجل دغدغتنا ، كانوا يغالون في تشويه ملامحهم في حركاتٍ تهريجيّة من أجل أن نضحك .
في حين ، بكينا دُون أن يعلّمنا أو يُساعدنا أحد في ذلك . هل تذكر ؟
- و ما الهدوء ؟
= أن تصرخ من خلف زجاج عازل ، تصرخ بكل قوتك ، فلا يرى العابرون سوى تعابير مُضحكة . فيضحكون . الهُدوء أن يضحكوا حين تصرخ أنت . أن تصرخَ فيضحكُون .
.
.
لهذه الأصواتِ سوطٌ ،
و لذاك المدى مديّة ..
من يا تُرى أهدى سنابل الحقيقة قفّازين و جورباً فـ زارتنا كذلك في .. الشتاء !
hend- @ من كبار الشخصيات في المنتدى @
- عدد الرسائل : 610
العمر : 49
الموقع : mesr.mam9.com
المزاج : مش ولا بد
بلاد الاعضاء :
المهنـــــــــه :
المزاج :
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
رد: خرابيسشششششششششششششش
رافقتكِ في رحلتكِ هذه وفى نقلك هذا
لكن وللأمانة فقد توقفتُ عندالعتبة واكتفيتْ .
شكرًا بعدد ماقرأتكِ واخترت
الصمت في محرابك
لكن وللأمانة فقد توقفتُ عندالعتبة واكتفيتْ .
شكرًا بعدد ماقرأتكِ واخترت
الصمت في محرابك
شاعر الحب- مشـــــــــــــــــــــــرف
- عدد الرسائل : 1305
العمر : 56
الموقع : https://mesr.mam9.com
العمل/الترفيه : مهندس
بلاد الاعضاء :
المهنـــــــــه :
تاريخ التسجيل : 11/10/2008
رد: خرابيسشششششششششششششش
الف شكر لك ولمرورك العذب
hend- @ من كبار الشخصيات في المنتدى @
- عدد الرسائل : 610
العمر : 49
الموقع : mesr.mam9.com
المزاج : مش ولا بد
بلاد الاعضاء :
المهنـــــــــه :
المزاج :
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
رد: خرابيسشششششششششششششش
لا تُحاول لعب دور المُنبّه ، ستنَجحُ في إيقاظهم ، لكنهم في المقابل سينجحُون - و إن آجلاً - في إسكاتك ، و ربّما للأبد . دعهم نائمين ، ذلك أفضل .
ليست هذه خرابيش هند ولكن أعتبرها بمثابة تحذيرات
شكرا لكى هند على طرحك
ارق تحياتى لكى
ليست هذه خرابيش هند ولكن أعتبرها بمثابة تحذيرات
شكرا لكى هند على طرحك
ارق تحياتى لكى
رد: خرابيسشششششششششششششش
يسلموو هنودة حبيبتي ع الخربشات التي تعتقديها ولكن بالنسبه لنا فهي
تحذيرات ونصائح ’’
دمتي بموفقيه الرحمن غاليتي ,,
تحذيرات ونصائح ’’
دمتي بموفقيه الرحمن غاليتي ,,
اشتكي غلاك- @* مراقبه عامه *@
- عدد الرسائل : 2067
العمر : 37
الموقع : mesr.mam9.com
العمل/الترفيه : ليس كل من تبسم سعيد
المزاج : رايقة
بلاد الاعضاء :
المهنـــــــــه :
تاريخ التسجيل : 02/10/2009
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى