كرهت أن أُعجله حتى يقضى حاجته
5 مشترك
منتدى مصر أم الدنيا :: المنتــــدى الأســــــــــــــــــــــــــــــــــــلامــــى إسلاميات :: موضوعات أسلامية
صفحة 2 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
كرهت أن أُعجله حتى يقضى حاجته
كرهت أن أُعجله حتى يقضى حاجته
ضع نصب عينيك كل عظيم فسوف تراه أعظم من كل عظماء الدنيا
وتخيل كل عالم تجد أنه أفضل منهم
وانظر إلى ركب الأنبياء تراه وأفضلهم
وأرسل الطرف في ذريّة آدم يبدو لك أنه سيدّهم
هو إمام الأمة
وهو سيد ولد آدم
وهو خير خلق الله جميعاً
ومع ذلك يجد من الوقت ما يُكلّم به جارية
أو يقضي به حاجة عجوز
أو يُلاعب به طفلا
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر وهو حامل الحسن أو الحسين ، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة ، فصلى ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس : يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك هذه سجدة قد أطلتها فظننا أنه قد حدث أمر ، أو أنه قد يُوحى إليك . قال : فكلّ ذلك لم يكن ، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته . رواه الإمام أحمد والنسائي .
تأمل في جوابه صلى الله عليه وسلم لأصحابه : فكلّ ذلك لم يكن !
لم يحدث من أمر جلل
ولم يكن يوحى إليّ
ولكن ابن بنته ارتحله ( ركب على ظهره )
وفي تعبيره : ارتحلني ما يفوق الوصف من الشفقة والرحمة بالصغير
ارتحلني : أي جعلني كالراحلة له !
لا إله إلا الله !
وسبحان الله !
أهذا سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ؟!
أهذا الذي يأتيه خير السماء ؟!
أهذا أفضل الأنبياء والرسل الله فضلا عن غيرهم ؟!
أهذا قائد الأمـة ؟!
يكون ظهره مركبا لابن بنته ؟!
حتى استنبط بعض العلماء من فعل الصبي أنه لو لم يكن قد اعتاد على هذا في البيت لما تجرأ عليه أمام الناس !
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسين فيرى الصبي حمرة لسانه فيهشّ إليه ، فقال له عيينة بن حصن بن بدر : ألا أرى تصنع هذا بهذا ؟! والله ليكون لي الابن قد خرج وجهه وما قبلته قط ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لا يرحم لا يرحم . رواه ابن حبان .
وعلى هذا المنوال سار أصحابه الذين دانت له الأصقاع بينما لبسوا جلود الضأن
وهم في بيوتهم يُلاعبون أهليهم ويُداعبون صبيانهم ويهشّون لهم
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ليعجبني الرجل أن يكون في أهل بيته كالصبي ، فإذا ابتغي منه وُجد رجلا . رواه البيهقي في شعب الإيمان .
وقال ثابت بن عبيد : كان زيد بن ثابت من أفكه الناس في أهله ، وأزمته عند القوم .
قال الحكيم الترمذي : وكان السلف الصالح ينبسطون إلى أهاليهم وأولادهم وإخوانهم ، ويُظهرون النشاط في الأمور ، ويتفقدون من أنفسهم الوقوف عند الحدود كي لا يرتطموا في النهي .
وقال إبراهيم النخعي : يُعجبني أن يكون الرجل في أهله كالصبي ، فإذا بُغي منه وُجد رجلا .
يعني إذا طُولب بما لا يجوز في الحق وُجد صلبا في دينه .
تذكّرت هذه المعاني يوم أن أصرّ ابني الأصغر – الذي تجاوز عمره السنتين بقليل – أن ألعب معه !
فهو لا يرى الدنيا سوى أرجوحة وحلوى !
تركت ما كان بيدي وقمت معه
ذهبت معه إلى الأرجوحة
أصرّ على ركوبي معه !
رَكِبتُ !!
وتفكّرت كم بيني وبينه من مدى زمني ؟!
كم تفصل بيننا سنوات العمر ؟
ثم جال بخاطري كلمات كان يُرددها
فردّدتُ وردّد معي
هذا قمرٌ ... ما أحلاه
هذا نجم ... ما أبهاه
هذا بحر ... مَنْ سوّاه ؟
إنه الله القدير
إنه الله القدير
فكنت أقول له الكلمة الأولى ويقول الثانية !
فحفر هذا الموقف في ذهن طفلي مشهداً لا أظنه ينساه
أما إني ما كنت أعي ماذا بعد هذا المشهد
إلا لما سمعته مراراً يقول : ركبت في ( المرديحة ) وركب معي أبوي !
وقال ... وقلتُ ...
وكرر هذه الكلمات كثيراً !
علمت بعدها كم للتبسّط مع الأطفال من أثر
وكم لِلَعب الأب أو جلوسه مع أطفاله من كبير القدر
يرون أنه قريب منهم
وأنه يُشاركهم أفراحهم وأحزانهم
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقا ، وكان لي أخ يقال له : أبو عمير ، كان فطيما ، فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال : أبا عمير ما فعل النغير ؟ قال : فكان يلعب به . رواه البخاري ومسلم .
كيف بك لو دخلت على عمر بن الخطاب فرأيته يمشي على يديه ورجليه يحمل صبيا له على ظهره ؟!
هل تخـيّلت هذا المشهد ؟!
إنه الخليفة
إنه أمير المؤمنين
إنه الذي قيل فيه :
يهتز كسرى على كرسيه فرقاً = وملوك الروم تخشاه
لكنه هكذا يكون في بيته !
يكون مع صبيانه كالصبي !
هذه بعض أخلاق أسلافنا ، وبعض جوانب التربية عندهم .. فلله درّهم .
ضع نصب عينيك كل عظيم فسوف تراه أعظم من كل عظماء الدنيا
وتخيل كل عالم تجد أنه أفضل منهم
وانظر إلى ركب الأنبياء تراه وأفضلهم
وأرسل الطرف في ذريّة آدم يبدو لك أنه سيدّهم
هو إمام الأمة
وهو سيد ولد آدم
وهو خير خلق الله جميعاً
ومع ذلك يجد من الوقت ما يُكلّم به جارية
أو يقضي به حاجة عجوز
أو يُلاعب به طفلا
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر وهو حامل الحسن أو الحسين ، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة ، فصلى ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس : يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك هذه سجدة قد أطلتها فظننا أنه قد حدث أمر ، أو أنه قد يُوحى إليك . قال : فكلّ ذلك لم يكن ، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته . رواه الإمام أحمد والنسائي .
تأمل في جوابه صلى الله عليه وسلم لأصحابه : فكلّ ذلك لم يكن !
لم يحدث من أمر جلل
ولم يكن يوحى إليّ
ولكن ابن بنته ارتحله ( ركب على ظهره )
وفي تعبيره : ارتحلني ما يفوق الوصف من الشفقة والرحمة بالصغير
ارتحلني : أي جعلني كالراحلة له !
لا إله إلا الله !
وسبحان الله !
أهذا سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ؟!
أهذا الذي يأتيه خير السماء ؟!
أهذا أفضل الأنبياء والرسل الله فضلا عن غيرهم ؟!
أهذا قائد الأمـة ؟!
يكون ظهره مركبا لابن بنته ؟!
حتى استنبط بعض العلماء من فعل الصبي أنه لو لم يكن قد اعتاد على هذا في البيت لما تجرأ عليه أمام الناس !
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسين فيرى الصبي حمرة لسانه فيهشّ إليه ، فقال له عيينة بن حصن بن بدر : ألا أرى تصنع هذا بهذا ؟! والله ليكون لي الابن قد خرج وجهه وما قبلته قط ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لا يرحم لا يرحم . رواه ابن حبان .
وعلى هذا المنوال سار أصحابه الذين دانت له الأصقاع بينما لبسوا جلود الضأن
وهم في بيوتهم يُلاعبون أهليهم ويُداعبون صبيانهم ويهشّون لهم
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ليعجبني الرجل أن يكون في أهل بيته كالصبي ، فإذا ابتغي منه وُجد رجلا . رواه البيهقي في شعب الإيمان .
وقال ثابت بن عبيد : كان زيد بن ثابت من أفكه الناس في أهله ، وأزمته عند القوم .
قال الحكيم الترمذي : وكان السلف الصالح ينبسطون إلى أهاليهم وأولادهم وإخوانهم ، ويُظهرون النشاط في الأمور ، ويتفقدون من أنفسهم الوقوف عند الحدود كي لا يرتطموا في النهي .
وقال إبراهيم النخعي : يُعجبني أن يكون الرجل في أهله كالصبي ، فإذا بُغي منه وُجد رجلا .
يعني إذا طُولب بما لا يجوز في الحق وُجد صلبا في دينه .
تذكّرت هذه المعاني يوم أن أصرّ ابني الأصغر – الذي تجاوز عمره السنتين بقليل – أن ألعب معه !
فهو لا يرى الدنيا سوى أرجوحة وحلوى !
تركت ما كان بيدي وقمت معه
ذهبت معه إلى الأرجوحة
أصرّ على ركوبي معه !
رَكِبتُ !!
وتفكّرت كم بيني وبينه من مدى زمني ؟!
كم تفصل بيننا سنوات العمر ؟
ثم جال بخاطري كلمات كان يُرددها
فردّدتُ وردّد معي
هذا قمرٌ ... ما أحلاه
هذا نجم ... ما أبهاه
هذا بحر ... مَنْ سوّاه ؟
إنه الله القدير
إنه الله القدير
فكنت أقول له الكلمة الأولى ويقول الثانية !
فحفر هذا الموقف في ذهن طفلي مشهداً لا أظنه ينساه
أما إني ما كنت أعي ماذا بعد هذا المشهد
إلا لما سمعته مراراً يقول : ركبت في ( المرديحة ) وركب معي أبوي !
وقال ... وقلتُ ...
وكرر هذه الكلمات كثيراً !
علمت بعدها كم للتبسّط مع الأطفال من أثر
وكم لِلَعب الأب أو جلوسه مع أطفاله من كبير القدر
يرون أنه قريب منهم
وأنه يُشاركهم أفراحهم وأحزانهم
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقا ، وكان لي أخ يقال له : أبو عمير ، كان فطيما ، فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال : أبا عمير ما فعل النغير ؟ قال : فكان يلعب به . رواه البخاري ومسلم .
كيف بك لو دخلت على عمر بن الخطاب فرأيته يمشي على يديه ورجليه يحمل صبيا له على ظهره ؟!
هل تخـيّلت هذا المشهد ؟!
إنه الخليفة
إنه أمير المؤمنين
إنه الذي قيل فيه :
يهتز كسرى على كرسيه فرقاً = وملوك الروم تخشاه
لكنه هكذا يكون في بيته !
يكون مع صبيانه كالصبي !
هذه بعض أخلاق أسلافنا ، وبعض جوانب التربية عندهم .. فلله درّهم .
aya yossra- ......................
- عدد الرسائل : 12300
العمر : 29
الموقع : منتدى مصر ام الدنيا
العمل/الترفيه : لاعبة كرة اليد
المزاج : رايقة
بلاد الاعضاء :
المهنـــــــــه :
تاريخ التسجيل : 07/08/2012
رد: كرهت أن أُعجله حتى يقضى حاجته
جزاكـ الله خير اية على ما تقدمين من مواضيع قيمة
جوهرة الجزائر- عضو ذهبى
- عدد الرسائل : 563
العمر : 34
بلاد الاعضاء :
المهنـــــــــه :
تاريخ التسجيل : 24/02/2013
رد: كرهت أن أُعجله حتى يقضى حاجته
جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـِ عَ طــرحك القــيم ..
آسْآل الله آنْ يَزّينَ حَيآتُكـ بـِ آلفِعْلَ آلرَشيدْ
وَجَعَلَ آلفرْدَوسَ مَقرّكـ بَعْدَ عمرٌ مَديدْ ...
دمْت بـِ طآعَة الله
رد: كرهت أن أُعجله حتى يقضى حاجته
نبض من الجمال ....
يتدفق بمروركـ الرائع ...
ابهرني حضوركـ المميز .
تحية معطره
بالورد مغلفة ..
لروعة حضوركـ.
يسلمواخ رامي .
يتدفق بمروركـ الرائع ...
ابهرني حضوركـ المميز .
تحية معطره
بالورد مغلفة ..
لروعة حضوركـ.
يسلمواخ رامي .
aya yossra- ......................
- عدد الرسائل : 12300
العمر : 29
الموقع : منتدى مصر ام الدنيا
العمل/الترفيه : لاعبة كرة اليد
المزاج : رايقة
بلاد الاعضاء :
المهنـــــــــه :
تاريخ التسجيل : 07/08/2012
رد: كرهت أن أُعجله حتى يقضى حاجته
يعطيك الف الف عافيه
موضوع رااائع
وجهود أروع
ننتظر مزيدكم
موضوع رااائع
وجهود أروع
ننتظر مزيدكم
Ķing Ɖesign- مشرف عام
- عدد الرسائل : 501
العمر : 23
الموقع : مصر
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : سعيد
بلاد الاعضاء :
المهنـــــــــه :
المزاج :
تاريخ التسجيل : 06/06/2013
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
منتدى مصر أم الدنيا :: المنتــــدى الأســــــــــــــــــــــــــــــــــــلامــــى إسلاميات :: موضوعات أسلامية
صفحة 2 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى