العواطف والعواقب

من طرف **برنس مصر** 17/12/2013, 15:10

الحماسة والعاطفة ليست من الدين في شي !!

ولذلك قال ابن عثيمين " العواطف عواصف ان لم تقيد بالكتاب والسنة دمرت كل شي"!!

فاياكم ان تنبذوا كتاب ربكم وسنة نبيكم لما في قلوبكم من حرقة وعاطفة !!
فمن منا لا يحزن وينفطر قلبه الما !!
وهو يرى القتل والظلم في كل مكان !!
وهل كان النبي قاسي القلب جامد العين- وهو بابي وامي البر الرحيم بامته - كما وصفه الله!!
فقد كان النبي يرى بلال يعذب وعمار يضرب وسمية تضرب بحربة حتى الموت ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة])!!
ألم يكن عند النبي عاطفة للمومنين؟!
بلى وربي !!
لكن لم يكن يقدم هذه العاطفة على أمر ربه!!
وكان يمر على عمار بن ياسر ويقول" صبرا ال ياسر ان موعدكم الجنة" !!
فلماذ لم ينتصر النبي!!
ويثور هو وصحابته على هذ الظلم والقتل؟!
وهو الشجاع والمؤيد من ربه!!
ومعه الصحابة الاخيار الذين باعو هذه الدنيا؟!
لماذ لم يفعل ذلك؟!

نعم هو الاتباع !!
هو التمسك بامر الله !
ولو خالف عقولنا وعواطفنا!!
فصبر النبي حتى جاء أمر الله له بالهجرة فكانت هي النصر والخير!!

وهناك نموذج اخر يشع نورا، ونبراسا يرسم طريقا لنتعلم منه!!
نتعلم كيف نقيد عواطفنا وعقولنا بالكتاب والسنة على فهم السلف!!

صلح الحديبية: وما ادراك ماصلح الحديبية؟!
فقد كانت بنوده التي املاها المشركون على الرسول بنود ذل للمسلمين!!
حتى كان عمر يقول للرسول " يارسول الله لماذا نرضى بالدنية في ديننا" (البخاري)!!
ثم ذهب عمر الى ابي بكر فقال له ما قال للرسول !
فقال ابوبكر: الزم غرزه فان الله ناصره !! الله اكبر[ هذا والله هو الايمان والتسليم ] !!
وكان من ضمن هذه البنود: ان لو جاء من الكفار رجل مسلم فعلى المسلمين ان يردوه الى الكفار!!
وأنت اخي الكريم تعلم معنى انه يرجع الى الكفار ! يعني يرجع الى العذاب والضرب والحرق والقتل !!

فما أن انتهو من العقد إلا وأبو جندل واقفا على رأس رسول الله[ فتنة ومتحانا من الله ] وقد ملأ قلبه الفرح أن نجاه الله من الكفار وجاء هارباً يرسف في قيوده!!
فالتفت سهيل بن عمرو الى الرسول فقال يا محمد هذا أول من اقاضيك فيه!!
فقال النبي لم يرفع الكتاب بعد يا سهيل !
فقال سهيل بل قد قضي منه!!
فقال النبي وهو ينظر الى ابي جندل"وكأنه يقول: والله يا أبا جندل اني لاحبك واني قلبي يتقطع ألما ولكن هذا امر الله لا نقدم عليه عواطف ولا عقول" !
ثم التفت الرسول الى سهيل بن عمرو فقال :
" خذه"!
فهنا !! في هذه اللحظة !! كاد الصحابة ان يُجنو !!
كاد الصحابة ان يفتنوا !! لان العاطفة موجودة في قلب كل مسلم!!
حتى قال سهل بن حنيف في صحيح البخاري" اتهمو الرأي ( العاطفة) والله لقد رايتنا ونحن في الحديبية يوم اتى أبو جندل فرده الرسول للكفار!!
إن لو نستطيع ان نرد على الرسول قوله لفعلنا"!!
أما عمر فكان له في هذا الموقف قصة عظيمة تدل على شدة الهول الذي وقع عليهم !!
وتدل على شدة العاطفة في قلبه!!
عمر كاد يفقد عقله!!
لما سمع صياح ابي جندل وهو يقول" يا مسلمون اتردوني ؟! يامسلمون أترجعوني للكفار ؟! أأفتن في ديني يا مسلمون !!"
والله انه موقف يجعل الحليم حيرانا!!
ولكن" تمسك بالسنة ولو كانت مخالفة لهواك وعاطفتك"!
فكان عمر مما وجد في قلبه كان يساير ابي جندل وهم يقودونه وقيوده في رجليه !!
فكان عمر متقلدا سيفه ويشير اليه لياخذ سيفه فيضربهم!! ولكن لم يحدث شيئا !! ليقضي الله امرا كان مفعولا !!
فماذا كان بعد ذلك قضي الصلح!! واصبح الصلح هو النصر والفتح المبين!! الله اكبر
فكان عمر يقول : والله مازلت اتصدق واعتق من كلامي الذي قلته في صلح الحديبية"(البخاري)

فانطروا في انفسكم رعاكم الله !!
واحفظوا عهد الله اليكم !!
واياكم والتلون في الدين !!
فاذا كان هولا الصحابة ندمو على ماكان منهم من تقديم العاطفة !!
فما عسانا ان نقول؟!
فتمسك اخي المسلم بسنة

ولايغرك قول الرجال ولو زخرفوه لك!!