امين الامه ابو عبيده بن الجراح

من طرف **miraa** 22/7/2009, 01:34

لما جاء وفد نجران من اليمن وقد دخلوا فى الإسلام
ورجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث معهم من يعلمهم الإسلام وفرائضه قال لهم الرسول
( لآبعثن معكم رجلاً أميناً حق أمين حق امين حق امين )
وسمع الصحابية هذا الثناء من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتمنى كل واحد منهم أن يكون هو ذلك الرجل الأمين .
يقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه
( ما احببت الإمارة قط مثل حبى إياها يومئذ رجاء ان أكون صاحبها فرحت إلى الظهر مُهَجّراً فلما صلى بنا تالرسول ( ص ) الظهر سلم ثم نظر عن يمينه وعن يساره فجعلت أتطاول له ليرانى
فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا لاعبيدة بن الجراح
فدعاه فقال
( أخرج معهم فاقض بينهم بالحق فيما إختلفوا فيه فذهب بها أبو عبيدة )
إننا مع امين هذه الأمة الذى قال عنه الرسول المجتبى والنبى المصطفى
( إن لكل أمة اميناً وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ) .
ذلك الرجل الذى ولاه عمنر بن الخطاب إمارة الجيوش الإسلامية العظيمة بعد تنحية خالد بن الوليد الذى ملأ الدنيا طولاً وعرضاً إنتصاراً للمسلمين وفتوحات هى مضرب الأمثال حتى يومنا هذا لم ةيكد أبو عبيدة بن الجراح يستقبل مبعوث امير المؤمنين عمر بن الخطاب حتى كتم هذا الخبر حتى أتم القائد خالد بن الوليد إنتصاراته وفتحه العظيم حينئذ تقدم إليه أبو عبيدة فى أدب جم وتواضع عظيم فيقول له خالد
( يرحمك الله يا أبا عبيدة ما منعك أن تخبرنى حين جاءك الكتاب فيقول أبو عبيدة
( إنى كرهت ان أكسر عليك حربك وما سلطان الدنيا نريد ولا للدنيا نعمل كلنا فى الله أخوة )
هذا الصحابى الجليل والرجل العظيم المخبت ترامى إلى سمعه ان أهل الشام يتحدثون عنه وينبهرون به فجمعهم
وقام خطيباً يقول ( أيها الناس إنى مسلم من قريش وما منكم من أحد احمر و لا أسود يفضلنى بتقوى إى وددت أنى فى إهابه )
نسى أبو عبيدة أنه أمير الأمراء و حاكم لبلاد الشام وقائد لجيوش المسلمين ولم يتذكر إلا انه مسلم من قريش
هذا هو كل ما يسعده أنه مخسلم يشهد ان لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأنه من قريش قبيلة رسول الله ( ص )
أنظروا إلى امانة هذا الرجل وإخلاصه للدعوة
وحبه للنبى المصطفى
ففى غزوة أحد بعد ان كان النصر حليفاً للمسلمين إنقلب الأمر
وتبدل الحال لأن الرماة خالفوا امر الرسول فأخذ المشركون يعملون سيوفهم فى المسلمين وقد حرصوا كل الحرص على قتل الرسول
كى يجهضوا الدعوة الإسلامية بل وينهوا عليها وأبو عبيدة يصول ويجول فى المعركة وعيناه لا تفارق الرسول ( ص )
وكلما رأى أبو عبيدة الخطر يقترب من الرسول قطع الأرض وثباً تجاه النبى وأبعد الخطر عنه .
وبعد ان إنجلت المعركة رأى حلقتى المغفر الذى يضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق رأسه قد دخلتا فى وجنتى النبى فماذا فعل ؟
نترك الحديث لأبى بكر الصديق يصف لنا هذا الموقف ...
لما كان يوم أحد ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى دخلت فى وجنته حلقتان من المغفر أقبلت أسعى إلى الرسول وجدت من يطير طيراناً فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح قد سبقنى فقال لى :
( أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركنى أنزعها من وجه رسول الله فتركته فأخذ أبو عبيدة بثنيته إحدى حلقتى المغفر فنزعها وسقطت ثنيته معه ثم أخذ الأخرى وسقطت أيضاً ثنيته معه فكان أبو عبيدة فى الناس أثرم )
رضى الله عن أبى عبيدة بن الجراح أمين هذه الامة
ورضى الله عن سائر الصحابة أجمعين وصل اللهم وسلم وبارك على معلم الأمة ومربى البشرية وقدوة وأسوة الناس أجمعين إلى يوم الدين وندعوا الله العلى القدير أن يجمعنا بهم فى مستقر رحمته فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر